اضغط هنا لمشاهدة اخر المشاركات الجديدة بالمنتدى
![]() |
|
اخبار الدول العربية الهامة اخبار الدول العربية, اخبار هامة, فعاليات عربية و خليجية بالصور على شبكة عمري |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||
|
![]()
أو الدرس الواحدوالعشرين من دروس سنة أولى ديمقراطية. ديدنُ أي حاكم طاغية مستبدنصف إله، هو محاولة محاكاة الله جلَّ وعلا. وتزداد محاولاته هذه قوة وجرأة وجموحاعند امتداد إمهال الله الحليم له. حاكمنا السابق، القذافي،مدَّ الله له حبل الإمهال، مما حفزه على إدمان المحاكاة الساذجة المستحيلة لخالقه الذيسواه من طين وماء مهين، وها قد أرجعه ترابا تذروه الرياح! ما من مواطن ليبي عايش بعضأو كل فترة حكم الدكتاتور نصف الإله القذافي، ولو أنه كان من أنصاره ومريديه، إلاويدرك بينه وبين نفسه أن ما من قرار اتخذ، أو إجراء أبرم، على مستوى الإدارة العامة للدولةالليبية، بكل وزاراتها وهيئاتها وشركاتها وأجهزتها المختلفة، إلا وتم إبداعه منبنيات أفكار القائد، أو أن أحدا ممن هم حوله أوحى له بفكرته، فاستحسنها القائد وأمضاها،أو غير ذلك من آليات اتخاذ القرارات الدكتاتورية التي لوَّنت كل شبر من رقعة ترابالوطن، ومسخت كل خلية من خلايا نسيج العقل والذهن. بلغ بالقذافي الهوس، وهويمارس لعبة نصف الإله الأثيرة لديه، تصوره إمكانية متابعة وتقييد ورصد كل حركةيقوم بها أي ليبي وليبية، وعلى مدى الليل والنهار، سواء كان هذا الليبي في بيته الصغيريمارس دوره الشخصي المعروف، أو في عمله موظفا في أجهزة الدولة وهيئاتها ومؤسساتهاالمختلفة، أو طالبا في مدرسته وكليته، أو ماشيا بطريق، بل وحتى مريضا يتلقى العلاجبمشفاه! حال لطف الله بالليبيين دونإنفاذ رغبة القذافي في جعل الليبيين جميعهم، يعيشون في معسكرات وتجمعات سكنية مغلقة،ذات نظام معيشي صارم، تقوم فيه الدولة بإسكان الناس وإطعامهم وفق نظام واحد، مقابلما يقدمون من عمل، وفق ما كان يجرى في بعض الدول الشيوعية المتطرفة سابقا. وهيفكرة شيطانية تم بالفعل التهامس بها خلال سبعينيات القرن الماضي، وذلك تساوقا معأطروحات الكتاب الأخضر وتطلعات القائد الدكتاتور التي بلغت آنئذ ذروة ثورتها وشططهاوجموحها. ما لا يدرك كله لا يترك جلهأو حتى أقله، وإذا لم يتحقق لنصف الإله، القذافي، الهيمنة الكاملة على الليبيينعلى مدى الأربع وعشرين ساعة، فلا يمنع ذلك من الاكتفاء بالهيمنة عليهم في معسكراتعملهم وكانتونات سخرتهم، في المعسكرات والمؤسسات والشركات والأجهزة الحكوميةالمختلفة. وفي خلوات الفرعون مع نفسهتارة، وتارة أخرى مع هاماناته، وعلى إيقاع مكر الليل والنهار الذي أدمنه عتاةالنظام الجماهيري وعرابوه طوال فترة تسلطهم وحكمهم، تفتقت أفكار القائد وأعوانهعلى ضرورة تغيير وبعثرة خريطة الإسكان الإداري لكل قطاعات الدولة الليبية المعروفة،وهو ما يضمن تفريغ العاصمة، وتطويعها أمنيا، من جهة، ومن جهة أخرى يجعل الليبيينيركضون كالمجانين دونما هدف أو غاية، إلا غاية إشباع نزعة السيطرة المرضية لدىالدكتاتور. وكان للدكتاتور ما أراد! الوزارات التي يربطهابالعاصمة طرابلس أكثر من رباط تنقل إلى سرت! القوات المسلحة جميعها تجلى إلىالجفرة! شركة القرطاسية تتقرطس في صرمان! شركة الأجهزة المنزلية تتزلزل وتزاح إلىزوارة! الإدارة العامة لمصرف الجمهورية تصرف إلى غريان! شركة الاستثمارات الخارجيةتخرج إلى أعالي الجبال! وهلم جرا. لو أن مجنونا فاقد عقل، تصوربطريقة أو بأخرى هذا العبث الدكتاتوري، لهزه هذا المشهد الغريب المريع، ولصعقه ما يفعله البهلوان الجماهيري بكيس فئرانهالذين يتلذذ بقتلهم راقصين. كاتب هذه السطور موظف بسيط بشركةالاستثمارات الخارجية، الشركة المالية الاستثمارية الصرفة، والتي ولدت وترعرعت فيقلب المدينة، طرابلس، حيث البيئة الطبيعية لهذه الشركة، وحيث المؤسسات المالية وغيرالمالية، والتي لا يمكن للشركة أن تزاول عملها دون أن تطرق بابها أكثر من مرةيوميا. وفجأة وبدون سابق إنذارصحوت ذات صباح لأجدني وزملائي المائتين مجبرين على السفر يوميا ضعف المسافة التيكنت أقطعها من بيتي إلى مقر عملي أكثر من عشر مرات، أي مائة وعشرون كيلومترا بالتماموالكمال فقط لا غير، وبمعدل وجبتين في كل نهار! لعن الله السفهاء الظلمةوأخزاهم، بما جرّوه من ويلات على الضعفاء. آمين. وفي الأجواء المحمومة لحملةالإجلاء المرعبة المفاجئة، دار هذا الحوار بيني وبين أحد الزملاء: ــ لماذا يفعلون هذا،ويقذفون بنا بعيدا؟ ــ توجيهات القائد. ــ ولماذا هذه السرعة؟ ــ الحويج (المدير المدلل،ولاحقا الوزير المبجل)، اختار أكثر شركات النقل سرعة لتقوم بهذا العمل المجنون،وذلك رغم تكلفتها النسبية الزائدة على منافساتها في عملية الإجلاء المرعبة. ــ نحن نقتسم، والمصرفالخارجي المُضمَّن بنفس قرار النقل والترحيل عن طرابلس، البرج الإداري رقم اثنينبذات العماد، إلا أن المصرف لم يحرك ساكنا بعد. لماذا؟! ــ لأن مديرنا خفيف ومتحمس جداللنقل. (يعني بالفلاقي يحفظه ويزيد فيه)! ــ لماذا؟ ــ لإثبات الولاء، وكسبالأوراق. ــ ولكنه هو أيضا سيعاني منهذا المشوار المرهق؟ ــ كلا، فلذة تلبية رغبة القائدالمحبوب، تُنسي ما في المشوار من آلام وكروب! ثم إنه، المدير العام، لن يمارس هذاالعمل الشاق سوى بضعة أيام في الشهر، وبقية الشهر سوف يقضيها في أجوائه المخملية،إما في مكتبه بطرابلس، أو فنادق الخمس نجوم ضيفا على مدراء شركاته بالخارج، والذينله عليهم جميل سابق سابغ. ............... كنا ذات يوم شتوي بارد الطقس،وملبد بالغيوم وممطر أيضا، مسافرين راكضين لاهثين من طرابلس إلى غريان، وكنا نصعد،وبالصعوبة المعروفة، جبل (تنية بوغيلان) الشاهقة، ولاحظ أحد الزملاء تذمري وشكوايالبالغين من ممارسة طقوس عبادة هُبل اليومية بالسفر العبثي اليومي المضني، ولدرجةتفكيري بالبحث عن مكان عمل آخر، وسألني: ــ ما أكثر شيء يضايقك فيهذه الرحلة العبثية اليومية؟ أجبته: ــ الصعود إلى الأسفل! وبرغم أن زميلي السائل هذا تخصصهرياضة وكمبيوتر، وخلايا دماغه مهيأة للتعامل مع المعضلات المنطقية، من مثل الصعودإلى الأسفل، إلا أن فكرة الصعود إلى الأسفل الذي صدمته بها صدمته، وشقَّ عليهفهمها، وحاول تمثل هذه الفزورة بتحريك يديه إلى الأعلى وإلى الأسفل كما لو أنه حوذيأو بهلوان، ثم التفت إلي قائلا: ــ الصعود الذي أعرفه، ويعرفهكل عاقل، يكون دائما إلى الأعلى، أما الصعود إلى الأسفل، فلا أعرفه، ولم أستطعفهمه! ــ أنت الآن يا صديقي صاعدإلى قمة الجبل. أليس كذلك؟ ــ بلى، وسأصل إلى قمته، ثمأعود وأنحدر منه عصرا، وهكذا أفعل كل يوم، وكل أسبوع، وكل شهر، وكل سنة، وربما كلالعمر! ــ لماذا؟ ــ لأمارس عملي بالشركةالتي أتعيش منها. ــ ولكنك كنت تمارس عملكهذا بكلفة أقل، ودونما الحاجة إلى قطع قرابة المائتين وأربعين كيلو مترا مع مشرق شمسكل يوم، وكذا حرق ثلاث ساعات نهارية غالية يوميا. أليس كذلك؟ ــ هذا صحيح، ولكنني معمرور الوقت تعودت على هذا العمل العبثي الشاق، حيث أنني وبمجرد صعودي السيارة، وتكوريفي مقعدها، للقيام بالماراثون اليومي، انخرط في حالة شبيهة بالإغماء الإرادي، حيث أكادأفقد خلالها التحكم بمؤشرات جسمي البيولوجية والنفسية والذهنية. ــ هل يمكن تشبيه هذهالحالة، حالة الإغماء الإرادي التي تعتريك، بحالة انعدام الوزن المعروفة؟ ــ لم أمر بحالة انعدامالوزن من قبل، ولكنني حقا أحس بانعدام وزني المعنوي والإدراكي على أقل تقدير. ــ باعترافك بفقدان وزنكالمعنوي، تكون قد أثبتت حالة الصعود إلى الأسفل التي أعنيها، وما صعودك كل يوموأنت مجرد كتلة مادية بيولوجية فاقدة لكل وعي وإدراك، إلا خصم تراكمي لمحصلةالصعود المعنوي إلى الأعلى التي يجب أن تتناسب طرديا مع كل فعالية تملأ بها حيززمكانك المحسوب المحدود. فزمانك أو عمرك، يا صديقي، يسرق وبشكل متعمد ممنهج، ومكانك لا تملك السيطرةعليه، كما أن إدراكك يتعطل في كل مشرق شمس ثلاث ساعات. أبعد هذا التصاعد المضني نحو التساقط المدوي من مثل لحالة الصعود إلىالأسفل؟ تلك مجرد عينة واحدة فقط منعينات وحالات العبث الجماهيري، فعلى مدار الأربعة عقود التي عشناها في ظلالديكتاتورية السفيهة، كنا نمارس مكرهين الصعود إلى الأسفل، لا لشيء إلا لمطاوعة نزعاتالدكتاتور الموغلة في الجهالة والحماقة. إن أي يوم يمر علينا بعد قيامنابسداد أكبر وأبهظ فاتورة دماء ومقدرات، ونحن لا زلنا نمارس بقايا طقوس السفاهةوالطغيان، لهو بحق إجهاض لثورة التغيير، وخيانة لمن ضحوا بأرواحهم من أجل هذاالخلاص المكلف. إن أي يوم نقوم فيه بهذاالمشوار العبثي، يعني أننا نمارس عملا غير مجدي البتة، ولا يتناسب إطلاقا مع مفهومالجدوى الذي تقوم الشركة كلها على فلسفته، وتسير وفق معادلاته وآلياته. إن مشوارنا الصباحيوالمسائي العبثي هو طقس من طقوس عبادة هبل، وإن ممارسة عبادة هبل ميتا، ولعقناصباحا ومساء ما تقيأه هو وعصابته السفيهة، لهو أشنع وأنكى وأخزى من ممارسة عبادتهوهو حي! رجاء أيها المسئولون، لاتسخروا من عقولنا، وتقولوا لنا إن هبل مات ودفن، ثم تجبرونا على إحياء ذكراه، ومواصلةالسير وفق هواه. لا نطلب منكم التسرع المخسروغير المدروس، ولكن يجب أن نلمس منكم السرعة في طمس ودفن كل معالم وروائح الحقبة الدكتاتوريةالبائدة. نطلب منكم حساب جدوى بقاءمقر شركتنا في بيداء الهيرة، حيث لا مصرف ولا مؤسسة خاصة أو عامة، وحيث يتوجب علىالغالبية العظمى من الموظفين قضاء أكثر من ساعتين يوميا ليصل كل واحد منهم إلىمكتبه، وحيث يتحتم أيضا قضاء نفس المدة يوميا مع كل إجراء إداري أو مالي له علاقةبمصرف أو وزارة أو سفارة أو أية جهة أخرى، والتي جميعها تبعد على مقر الشركة ما لايقل عن ثمانين كيلو مترا. مقالات ذات صلة: http://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6661573751136734861#editor/target=post;postID=4937322853757551789 http://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6661573751136734861#editor/target=post;postID=6109498653114664611 محمد الشيباني Aa10zz100@yahoo.com Libyanspring.blogspot.com 2011 , 2014 , 2012 , 2013 , w,v , صور بالصور , lpl] hgadfhkd td hgidvm kuf]i ifgX ,kvjgX stvQ hgwu,] Ygn hgHstgX
|
||||||||||
|
|||||||||||
|
![]() |
#2 | |||||||||
|
![]()
يعطيك العافيه
|
|||||||||
|
||||||||||
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | |
|
|